تعد تربية الأطفال مهمة صعبة وشاقة للآباء بشكل عام، فهي لا تقتصر على سن معين عند الطفل بل هي تمتد إلى غاية بلوغ سن المراهقة، ونعني بالتربية تنشئة الطفل تنشئة أسرية صحيحة، تتضمن عادات وتقاليد ومبادئ ومعايير تبني شخصية الطفل في تعامله مع نفسه ومع غيره وداخل أسرتة ووسط مجتمعه، لذلك ليس من السهل غرس كل هذه الأمور بطريقة سهلة وسريعة.
|
تربية الأطفال _ 6 خطوات ذهبية لتربية طفلك دون إفساد و إفراط |
سنتعرف في هذا المقال على أهم الخطوات الذهبية لتربية الأطفال دون إفساد لطباعهم أو المبالغة والإفراط في تربيتهم، وسنتحصل بعدها على نتائج عكسية لما كنا نطمح له، فالطفل هو مشروع تربية إما ناجح أو فاسد، كما سنتعرف على بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الوالدين في رحلة تربيتهم وقد تأثر سلبا على الطفل.
متى تبدأ تربية الطفل؟
لا يوجد سن معين حتى تبدأ في التربية الصحيحة للطفل لكن المعتاد ان تربية الأطفال تبدأ من أول يوم يولدون فيه، كون الطفل ينمو ويتعلم بسرعة، خاصة في المراحل الأولى من حياته، لذا يعد تلقين المناهج وطرق التربية الصحيحة للأطفال من الأول أمرا جيدا لكل الأطراف ويقصد هنا الوالدين والأبناء على حد سواء.
توجد الكثير من المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلمها الطفل منذ الولادة، كالاستماع والكلام والمشي والحركة وحتى طريقة التفكير في حل المشكلات البسيطة التي تواجهه، فهذا يدخل بشكل أساسي في تنمية المهارات المتنوعة عنده وتطويرها بشكل صحيح وسليم.
6 خطوات ذهبية تساعد في تربية الطفل
التكيف مع الموجود
يجب تعويد الطفل على التأقلم والتكيف مع ما هو متوفر أمامه من ألعاب أو ملابس أو غيرهما، ومحاولة تفادي الأبوين توفير كل ما هو جديد للطفل كتحديثات أو إصدارات جديدة للألعاب على سبيل المثال.
الهدف هنا هو عدم إفساد طباع الطفل ومحاولة جعله غير متطلب للأمور التي لا معنى لها والتي هو في غنى عنها في الكثير من الأوقات.
التوقف عن الإفراط في توفير كل ما يطلبه الطفل
يحاول الأباء جاهدين دائما توفير كل متطلبات الأطفال وخصوصا الطلبات التي يأمر بها الطفل لكن هذا الشيء قد يجعل الطفل يتعود على أن طلباته كلها أوامر يجب أن تنفذ.
في حالة تم رفض أي طلب للطفل، سيبادر بإستعمال كل الطرق حتى يتحصل على مطلبه، وهذا طبع سيء وجب على الأباء عدم غرسه في أولادهم.
مثالا على ذلك الهدايا يجب أن تكون وفق مناسبات معينة، أو مكافأة نتيجة عمل جيد قام به الطفل كمساعدة إخوانه أو والديه في موضوع ما، أو مثلا محافظته على نظافة غرفته، فهنا يصبح للهدية معنى تجعل الطفل يتشجع على عمل الأمور الجيدة في الحياة. غرس العادات الجيدة في الطفل
أنه لمن الجيد أن نشارك أطفالنا تناول الطعام والجلوس مع بعض ومشاهدة فيلم على التلفاز في وقت معين أو الخروج في نزهة وكذا المحافظة على النوم في وقت معين.
حسب أخصائيي التربية تعتبر هذه العادات جيدة وسيكتسبها الطفل مع الوقت وتنغرس فيه كطباع لا يمكنه تغييرها في المستقبل.
تنمية روح المشاركة والتعاون
من الضروري تنشأة طفل إجتماعي بإمتياز، وعدم عزل الطفل عن حياته الإجتماعية في الخارج، أو الإفراط في الخوف عليه، لأن هذا سينعكس عليه ويجعله طفل منعزل مع الوقت .
تعويد الطفل على القيام بنشاطات خارجية مع أقرانه من الأطفال حتى يتعلم روح المشاركة معهم مثل أعياد الميلاد والأنشطة المدرسية، التي تعلم الطفل روح التعاون والمشاركة في إنجاز النشاطات.
رسم وتحديد الأهداف
على الأباء تعويد الأطفال أن الحصول على الأشياء التي يحبونها مربوط بتحقيق هدف معين، مثل لو تريد الحصول على لعبة جديدة عليك ترتيب غرفتك والمحافظة عليها نظيفة.
هذا سيجعل الطفل يتعلم رسم الهدف والسعي لتحقيقه، كما سيساعده هذا على نيل مراده وبالتالي سينعكس عليك في حياته بشكل ايجابي في المستقبل.
الموازنة بين توقعات الطفل
أن يعيش الطفل مراحله العمرية بأكملها وبطريقة عادية مثل كل أقرانه في سنهم، هذا أكبر هدف عند الأباء، لذلك يجب أن لا نحرم الطفل من أن يتمتع بطفولته ويعيشها كاملة.
يجب أن لا نعترض على رغبة الطفل في شراء لعبة ما مادامت في حدود سنه وإمكانياته ، وأن لا نسمح له بتجاوز الحدود والإنغماس في طلباته وتوقعاته بخصوص الأمور التي يطلبها، حتى لا نجعل منه طفل حاد الطباع وخشن المعاملة وصعب التعامل.
كيف تكون تربية الأطفال الصحيحة
يحاول الآباء دوما جاهدين تربية الأطفال بطريقة صحيحة وسليمة، لكن هذا الأمر يتخلله بعض السلوكيات الخاطئة من الآباء في بعض الأحيان والتي من الممكن أن تؤثر عليهم مستقبلا وعلى أطفالهم، ومن هنا نستعرض قواعد التربية الصحيحة للأطفال بطريقة إيجابية.
- الثناء والمدح والإبتعاد عن الصراخ قد الإمكان.
- أسلوب إحترام شخصية الطفل.
- أسلوب وضع الحدود وتوضيحها للطفل بأنها ممنوعة الإختراق.
- الإستماع الجيد للطفل والتحدث معه ينمي شخصيته.
- تعليم الطفل الفرق بين الخطأ والصواب.
- أسلوب الثواب والعقاب وهنا نقصد تقديم الهدية عند عمل الطفل شيء جيد وحرمانه من الشيء عند إرتاكبه أغلاط لا تغفر.
- أسلوب ترك المجال للخيارات المتعددة وإبداء الرأي.
لا يوجد قواعد ثابتة للتربية الصحيحة، كون التربية الصحيحة تكون مثل النقش على الحجر لكن هناك قواعد يلتزم فيها الأباء محاولين تطوين شخصية متزنة في الطفل وناجحة.
ما هي الأخطاء التي نرتكبها في تربية الأطفال؟
عند تربيتنا لأطفالنا قد نرتكب الكثير من الأغلاط التي من شأنها تدمير تربيتنا، والتي سينتج عنها طفل غير سوي، ومن بين هذه الأخطاء الشائعة ما يلي.
- الصراخ المستمر والتهديد اللفظي غير المبرر.
- الضرب مهما كان سببه.
- العقاب الشديد كوضع الطفل داخل غرفة لوحده وعزله.
- تجاهل مشاعر الطفل.
- عدم إعطائه وقت مخصص أو الإستماع له.
- التدليل الزائد عن حده والإهتمام المفرط.
- سماع الطفل بشكل دائم كلمة نعم وحاضر لتلبية متطلباته.
- إحراج الطفل أمام الناس.
قد يمر الأباء بضغوطات ومشاكل كثيرة، لكن يجب الحذر دائما في التعامل مع الأطفال لأنهم يتأثرون بسرعة من طباع الوالدين، لذلك من الضروري الإنتباه إلى أفعالنا مع الطفل وتجنب السيء منها.
نصائح للأمهات في تربية الأطفال
- احترمي شخصية طفلك، لأن الطفل لديه شخصية معينة وحاجيات ورغبات.
- ضعي حدودا لطفلك في التعامل معك ومع غيره وفي البيت، وعليك التوضيح له أنه يمنع منعا باتا تجاوزها.
- تواصلي مع طفلك فالتواصل يعد مهم لبناء علاقة صحية وجيدة لكي مع طفلك.
- ساعدي طفلك على التعلم باستمررار والنمو بشكل صحيح من خلال تطوير مهاراته وتعليمه بطرق سهلة.
- كوني قدوة لطفلك لأن الطفل يلاحظ باستمرار كل أفعال وحركات الأم والأب، كما يحاول دائما تقليدها كما هي.
- تحلي بالصبر لأن التربية السليمة تعد صعبة لذلك عليك الصبر دائما في تربية الطفل.
في ختام مقالنا عرضنا لكم أهم الخطوات الصحيحة التي يمكنك إتباعها لتنشئة طفلك تنشئة صحيحة، دون إفساد لطباعه أو إفراط في تدليله لأن التربية المعتدلة والإنصاف والوسطية في التعامل مع الطفل أهم المقومات التي تجعل الأطفال أسوياء في كبرهم.
أكتب تعليقا لتشجيعنا