ما هو مفهوم الواقع المعزز؟
تقنية الواقع المعزز(AR) تقنية متطورة يتم فيها الجمع بين العالم الحقيقي والعالم الرقمي، تم تطويرها من قبل الباحثين بهدف دمج الصور الرقمية مع العالم الحقيقي، وبدأت بوادرها في بداية السبعينات، وتتيح تقنية الواقع المعزز للمستخدمين التفاعل مع العناصر الافتراضية المدمجة في البيئة الواقعية المحيطة بهم، أو لإنشاء تجارب أكثر تفاعلية ومتعة باستخدام أجهزة خاصة كنظارات الواقع المعزز أو الهواتف الذكية، وتستخدم هذه التقنية في مجموعة متنوعة من المجالات كالطب الألعاب والتعليم.
الواقع المعزز _ ما هو وكيف ستؤثر هذه التقنية على حياتنا مستقبلا؟ |
سنتعرف على تقنية الواقع المعزز، كما سنتطرق إلى مميزات هذه التقنية التكنولوجية وكيفية استخدامها، وسنناقش تأثير الواقع المعزز على حياتنا مستقبلا، وفي الأخير نستعرض سلبيات الواقع المعزز على حياتنا بشكل عام.
كيف تعمل تقنية الواقع المعزز؟
تعتمد تقنية الواقع المعزز في طريقه عملها على دمج المعلومات الرقمية المتوفرة مع العالم الحقيقي بهدف إنشاء تجربة متكاملة ترضي المستخدم، إليك طريقة عمل تقنية الواقع المعزز:
- الاستشعار: تستخدم أولا أجهزة استشعار لرسم وتحليل العالم الرقمي تشمل الكاميرات إضافة إلى جهاز استشعار الحركة ومستشعرات البيئة.
- التعرف على البيئة: يتم في المرحلة الثانية معالجة البيانات والعناصر التي يتم جمعها عن طريق الاستشعار حتى يتم أخذ صورة كاملة عن البيئة المحيطة وفهمها، ويشمل هذا تحديث المواقع الفعلية للمحيط كتحليل الحركة أو فهم الهياكل والأشكال المحيطة.
- التعرف على الصورة: في حال ما إذا كان الواقع المعزز يعتمد في أحد عناصره مثلا على الرؤية هنا سيتم استخدام تقنيات على الصورة بهدف تحديد الأشياء وتمييزها في البيئة.
- التفاعل مع المستخدم: وفق المعلومات التي تجمع في الأول وتعالج سيتم إنشاء عناصر رقمية مثل صور ثلاثية الأبعاد، من أجل اظهارها أمام المستخدم عبر واجهة مستخدم رقمية مثلا شاشة نظارات الواقع المعزز.
- مرحلة العرض: أثناء هذه المرحلة سيتم عرض العناصر الرقمية مع العالم الحقيقي للمستخدم ويكون هذا باستخدام نظارات الواقع المعزز أو الهواتف الذكية التي تسمح برؤية وجهة الواقع المعزز.
- مرحلة التفاعل الحقيقي: هنا يصبح بإمكان المستخدم التفاعل بشكل فعلي مع العناصر الرقمية في الواقع المعزز مثل التحكم بالكائنات الثلاثية الأبعاد أو باقي العناصر المختلطة مع البيئة الحقيقية.
مع استمرار تطوير تقنية الواقع المعزز من المحتمل ظهور المزيد من التطبيقات وطرق استخدام متنوعة لهذه التكنولوجيا مستقبلا كونها تقنية تسمح بإنشاء تجارب أكثر متعة وفاعلية كاستخدام إرشادات حول كيفية استخدام منتج كأن تقوم بتجربته في الواقع الحقيقي.
كيف سيؤثر الواقع المعزز مستقبلا على حياتنا؟
مع التطور التكنولوجي المستمر والمتسارع في مختلف جوانب حياتنا أصبح تأثير التكنولوجيا على حياتنا واضحا، وواحدة من تقنيات التكنولوجيا الحديثة هي واقع المعزز الذي يجمع بين الخيال والواقع، فكيف سيؤثر الواقع المعزز على حياتنا في المستقبل:
مجال العمل
يمكن استخدام الواقع المعزز لإنشاء بيئة عمل افتراضية، تساعد العمال على إنجاز المهام بشكل أكثر كفاءة وفاعلية عن طريق التواصل والتعاون مع بعضهم البعض دون أن يضطر إلى التواجد في مكان واحد.
مثالا على ذلك مساعدة المهندسين على تخطيط العمليات الصناعية دون التعرض لمخاطر العمل.
مجال التعليم
يمكن أن يساعد الواقع المعزز الطلاب على اكتساب مفاهيم جديدة وتعلمها بطريقة أكثر متعة باستخدام نظارات الواقع المعزز لإنشاء تجارب تعليمية واقعية تمكن الطلاب من التفاعل مع العالم الحقيقي بطريقة مختلفة.
مثالا على ذلك يستطيع الطالب استخدام الواقع المعزز في التعليم في الفصول الدراسية بهدف إنشاء تجربة تعليمية تسمح له بزيارة موقع تاريخي في أي مكان في العالم دون التنقل إليه وزيارته.
مجال الألعاب
يستطيع المستخدمين بمساعدة الواقع المعزز إنشاء أفلام أكثر متعة ومغامرة، وكذلك يمكنهم انشاء تجارب ألعاب وفق تصميمهم الشخصي ورغباتهم.
على سبيل المثال يمكن للمستخدم في مجال الألعاب في الواقع المعزز رمي كرة حقيقية في سلة رقمية ما.
التواصل بين الناس
يمكن للواقع المعزز مساعدة الناس في التفاعل فيما بينهم والتواصل مع بعضهم البعض بطريقة أكثر متعة وغنية بالمعلومات، كإنشاء تجارب واقعية تسمح للناس بالتفاعل فيما بينهم كما لو أنهم مجتمعون في غرفة واحدة.
مثالا على هذا يمكن إجراء الاجتماعات الافتراضية دون الاجتماع على أرض الواقع مهما كانت المسافة بين مستخدم ومستخدم آخر.
مجال التجارة
يمكن للشركات التجارية تطوير تجربة تسوق العملاء وتحسينها عن طريق استخدام الواقع المعزز بانشاء تجارب افتراضية تسمح للعميل برؤية المنتج وتجربته قبل شرائه، كتجربة هاتف جديد في الواقع المعزز قبل أن يقرر المستخدم شرائه.
مع تطور تكنولوجيا الواقع المعزز يمكن أن يؤثر مستقبلا على حياتنا، لذا من الضروري أن نكون على استعداد لمواكبة هذا التحول والتعامل مع التحديات التي يمكن أن تواجه الأفراد في المجتمع مع الواقع المعزز.
ما هي مميزات الواقع المعزز؟
تتوفر تقنية الواقع المعزز على العديد من المزايا المتنوعة التي يمكنها تقديم تجربة جيدة للمستخدمين في مختلف المجالات وهذه أهم مميزات تقنية الواقع المعزز:
- تحسين تجربة المستخدم: يمكن لتقنية الواقع المعزز أن تتيح للمستخدم تحسين التجربة عن طريق إضافة مختلف العناصر الرقمية المفيدة للواقع الحقيقي، سواءا كان ذلك في مجال الترفية أو حتى مجال التعليم.
- إتاحة التفاعل: يتيح الواقع المعزز للمستخدمين التفاعل مع مجموعة من المعلومات الرقمية المعروضة بشكل أكبر مع البيئة المحيطة، هذا ما يجعل التجربة أكثر واقعية وإندماج، مثل استخدام لمس المعلومات الرقمية أو حتى النقر عليها.
- تحسين الإنتاجية: يستخدم الواقع المعزز في الصناعة، إذ يمكن تدريب العمال وتوجيههم، باستخدام الواقع المعزز لتوفير صور ثلاثية الأبعاد للتصميم والمشاريع وإجراء تدريبات عليها كأنها في الواقع الحقيقي.
- تحسين تجربة التسوق: يستخدم الواقع المعزز بشكل كبير في مجال التجارة، كونه يعمل على تحسين تجربة المتسوقين من خلال إضافة معلومات حول المنتجات ودمجها مع الواقع الحقيقي، ما يسمح للمشتري بعيش تجربة تفاعلية مع العلامة التجارية كأنها موجودة في الواقع.
- تطوير إمكانات التعليم: يمكن توفير تجارب تفاعلية للطلاب باستخدام تقنية الواقع المعزز في بعض العلوم في التاريخ أو العلوم الطبيعية عن طريق دمج العناصر الرقمية في البيئة المحددة بهدف استخدامها لعيش تجربة فإنها حقيقية.
- تطوير ألعاب الفيديو: من أكثر المجالات التي تم استخدام الواقع المعزز فيها هي ألعاب الفيديو عن طريق تطوير وخلق تجارب أكثر تفاعلية وواقعية للمستخدمين.
المميزات العديدة التي يتوفر عليها الواقع المعزز سمحت له بأن يندمج في الكثير من المجالات ويتم استخدامه بهدف تطوير وتحسين مختلف التجارب سواء التعليمية أو الصناعية أو الألعاب بالتالي ساهم بشكل أفضل في تطوير مختلف مهارات المستخدمين في مختلف القطاعات.
ما هي سلبيات الواقع المعزز؟
رغم أن تقنية الواقع المعزز بدأت تلقى رواجا كبيرا بين المستخدمين، إلا أن لها بعض السلبيات والتحديات التي تواجهها بشكل واضح وإليك بعض سلبيات الواقع المعزز:
- استهلاك الطاقة: يواجه تحدي شحن أجهزة الواقع المعزز باستمرار مشكلة الاستهلاك المتزايد للطاقة مما قد يجعل منه مصدر إزعاج.
- ارتفاع تكلفة الأجهزة: تواجه أجهزة الواقع المعزز مشكلة التكلفة المرتفعة بسبب عدم القدرة على اقتنائها من طرف الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، مما قد يحرمهم من الاستفادة من ميزات هذه التكنولوجيا المتطورة.
- التأثير على الخصوصية: يثير موضوع الخصوصية والأمان في استخدام تقنية الواقع المعزز بعض المخاوف، إذ يمكن للمستخدمين تتبع وجمع بيانات مستخدمين آخرين ومثالا على ذلك استخدام بيانات العملاء والمستهلكين في الشركات الصناعية.
- التأثير على الإدراك: يمكن أن يواجه الواقع المعزز مشكلة التأثير على إدراك المستخدم للعالم الحقيقي، إذ يكن أن تسبب التقنية ارتباك أو صدمة، كوجود صعوبة في تمييز المستخدمين بين الواقع المعزز والعالم الحقيقي.
من الضروري جدا الأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب المحيطة بتقنية الواقع المعزز بإيجابياتها وسلبياتها، إضافة إلى جمع المعلومات الكافية عنها، وأن تكون على دراية بكل ما يخص الواقع المعزز حتى لا يتم التأثير عليك مستقبلا كمستخدم في بعض الجوانب.
في الختام يمكن القول إن مستقبل الواقع المعزز في حياتنا يعد مزيجا رائعا بين التكنولوجيا والحقيقة، كونه سيشهد تطورات تلبي احتياجات مجتمعاتنا المتغيرة باستمرار، لكن مع مرونة استخدام هذه التقنية، لا يمكن الاعتماد عليها كعامل أساسي في تشكيل مستقبلنا، كما لا يمكن لها التأثير على كل جوانب حياتنا كونها تعد جسرا بين الواقع والخيال الذي يعد فكرة رائعة في حد ذاته لكن له وعليه سلبيات علينا تجنبها.
أكتب تعليقا لتشجيعنا